الإنسانُ والإنسانيّة!
▪︎أنْ يكُونَ مفهُومُ الإنسان في عُمقِهِ الإنسانيّ، هذا أرفَعُ مُستَوياتِ السّلُوكِ البَشَرِي..
الإنسانُ أخلاق، والإنسانيةُ إحساسٌ بالآخَر.. واحتِرامٌ للغَير..
هُويّةٌ مَشحُونةٌ بالرُّوحِ الإنسانية، والإحسَاسِ بقَدرِ الإنسانِ من حيثُ أنهُ يشعُرُ بقَدْرِ أخيهِ الإنسان..
وهذه من القِيّمِ التي تَنشَأ عليها التّربيةُ الإنسانيةُ في تعامُلِها مع كافةِ الناس، بدُونِ أيّ تَميِيز..
▪︎ومِن هُنا برزَ "الإعلانُ العالمي لحُقوق الإنسان"، في "مُنظمةِ الأُممِ المتّحدة" عام 1948م، وَورَدت في مادّتهِ الأولى: "يُولُد جَميعُ الناسِ أحرارًا ومُتَساوِين في الكَرامةِ والحُقُوق.. وهُم قد وُهِبُوا العَقلَ والوِجدَانَ وعَليهِم أن يُعامِلُوا بَعضَهم بعضًا برُوحِ الإخِاء"..
▪︎والأديانُ السّماويةُ تَعتَبرُ جميعَ الناسِ أسرةً إنسانيةً واحدة.. وأنزلَت شرائعَ لحُسنِ التعامُلِ بينَ كلّ البشَر.. شرائعُ نَزلَت بلُغاتٍ وفي أزمِنة، لتَوجيهِ الناسِ إلى القِيّمِ الإنسانيّة..
■ الأخلاقُ هُوٍيّةٌ إنسانية..
هيّ أن يكُونَ الإنسانُ إنسانًا مع نفسِه ومع الآخَر…
هُو ذا أساسُ الوُجودِ البَشرِي.. وأساسيّةُ ذاتِه الرُّوحانيّة.. صٍفةٌ يَكتَسِبُها المَرءُ مِنَ التّربية..
والتربيةُ تُقَوّي استِعداداتِه الرُّوحيةِ الكامِنة في وُجُودِه..
وهي التَّجلّي الأمثَلُ لإنسانيةِ الإنسَان..
وبِدُونِ أخلاق لا يكُون الإنسانُ إنسانًا..
▪︎وَما الانسانية؟
احتِرامُ الإنسانِ وإكرامُه مِن حيث هو إنسان، بغضّ الطرف عن مَصدَرِه: مِن أيةِ سُلالةٍ هُو؟ ومٍن أيّ لَونٍ كان؟
وبِلاَ تميِيزٍ بين أحدٍ وآخَر، وبين قَومٍ وقَوم، ولَوْنٍ ولَوْن… كلُّ الناس سَواسيّة..
وهذه هي الإنسانيةُ المُتساوية..
تُؤشّرُ للصّفاتِ التي تُميّز الجنسَ البَشرِي عن غيرِه من أنوَاعِ المَخلوقات..
وللإنسانِ صِفاتٌ سلُوكيّةٌ مِنها: الإحسَان، والإيثَار، والتّعاطُف، وقَبُولُ الآخَر، والتّفاهُم، وغيرُها…
وهذه في ذاتِها التِزاماتٌ أخلاقيةٌ تُوَجّهُ الإنسانَ إلى حُسنِ التّفاعُلِ مع بنِي الإنسَان..
▪︎السّلوكُ الإنسانيّ..
يُلاحَظُ في الحياة اليومية للإنسان.. ويُقارنُهُ المُختصُّون بالعملِ العَقلي لأيّ فَرد..
سُلوكٌ يُنتِجهُ أيُّ إنسان، ويُلاحِظُه عليه غيرُه..
ويتأثّر بعَواملَ ذاتيّة: نفسية، وعقلية، واجتماعية، ومَعرفيّة ومَوقِفيّة..
هذه مُؤثّراتٌ يكتَسِبُها الفردُ من مُحيطِه، وأُسرتِه.. وتُصبحُ في حياتِه مؤهّلاتٍ لَفظيّةً أو إدراكيّة أو بَدَنيّة أو فِكرِيّة…
وقد تكُونُ أيضًا طاقةً جَسَديّة تُنجِزُ الحركاتِ المَطلوبة، بِناءًا على التّجربة الشخصية، وعلى الاحتياجاتِ الضرورية، والتفاعُلاتِ الاجتماعيةِ والبيئية، مع أفرادٍ آخرين..
أنواعٌ من السّلوك الإنساني تتَحدّدُ أشكالُها بناءًا على مُستوَى التّفاعُل، وتصنيفِ السّلوك، وتحديدِ نَوعيّةِ ما يُفيدُ ويَستفيد..
■ أساسياتٌ للبَقاء..
مِنها المُعاناةُ منَ الجُوع أو العَطش..
أساسياتٌ تُحدِثُ تغيُّرات في الجسم، وحاجةً مِلحاحةً إلى الهواء.. الحاجةُ إلى التنفّس، لتَمكينِ الدماغِ مِنَ الانتِعاشِ والتّحكُّمِ في توازُناتِ الجَسَد..
والعطَشُ أقوَى من الجُوع..
الإنسانُ لا يعيشُ بدُونِ ماء، في بضعةِ أيام..
والشُّربُ والتّغذيةُ تَسمَحان بإبقاءِ الجَسدِ في مُستوًى حَراريّ مُرِيح..
▪︎وكذلك النّوم.. هو ضَرورةٌ قُصوَى..
والأمْعاءُ تقُومُ بالتّخلُّصِ مِن فَضَلاتِ الهَضم، حِمايةً من اضطِرابٍ جِسْمِيّ قد يَتسبّبُ في مَرَض..
وتَستَوجبُ هذه الحالةُ تغيِيرَ السّلوكِ القديمِ بِعاداتٍ جديدةٍ تتماشَى والنظامَ الغذائي للإنسان..
▪︎اللاّتَميُّز: جَميعُ البشَر مُتَساوُون في الحُقوق، بغَضّ النظر عن العِرق، أو اللّون، أو الجِنس، أو العُمر، أو اللّغة، أو الدّين، أو الأَصل، أو أيّ مَعيَار..
■ وبينَ البَشَر والإنسَان..
إشارةٌ إلى الجِنسِ البَشريّ العاقِل..
وإلى الإنسان الذي يُبرزُ أفضلَ سِماتِ البشر..
هو الشخص الذي هو أساسُ المُجتمع.. وخاصةً سلوكياتٍ تُفرزُ عُصارةَ التفكيرِ والإرادةِ من الزوايا الإيجابية، في تفاعلاتِ بالمُحيطِ الاجتماعي، والبيئةِ الطبيعيّة..
ومن هذا التفاعُل، تنمُو قيّمٌ إنسانية، على أساسِ الوعيِ الفِكريّ والمَشاعرِ العاقِلة..
▪︎ والإنسانُ بهذا النمُوّ، يكبرُ مع الأيام والأعوام، ويقفُ على تجاربِ الحياة، والعَلاقاتِ مع الآخَر، فيستَفيدُ ويُفيد..
ويبقى التفاعُلُ الإنسانيّ خَزّانًا لرصيدِه المَعرِفيّ..
فيهِ خارطةُ السنواتِ القادمة..
إنهُ سِجِلٌّ لِما يُتوَقّعُ إنجازُه، وهو برنامجُ عمل: ماذا في جدولِ الأعمال؟
وإنّ المَعرفةَ في حياةِ الإنسانِ لا تَكفي..
التنظيرُ لا يكفي..
الكلامُ قد لا يُفيد..
المُفيدُ هو العمَل..
والإفادةُ في العَمل..
ومن لا يُتَرجمُ مَعرفتَه إلى عمَل، فهذا ينقُصُه العمل.. ولا جدَوى بدُونِ عمَل..
▪︎العملُ تأمينٌ للحياة، من خلال مُستلزماتِ الفردِ والأُسرة، مِن أجل ضمانِ مُستوًى مَعِيشيّ لائِق، وإنماءٍ للحِسِ الثقافيّ الاجتِماعيّ..
وكلّ ما هو اجتِماعيّ مُرتبطٌ بالإنسان..
كلُّ إنسان مسؤول عن نفسِه وعن عائلته وعن مُجتَمَعِه وعن كل بلادِه..
ولكي تتطوّرَ البلادُ، يَتوجبُ تطويرُ التوعيةِ الاجتماعية، لتنميةِ مُواطنٍ مُلتحِمٍ بمُتطلّبات الوَطَن..